Press Releases
Mount Haramoun History
2016-07-21

 اسم "حرمون" هو كنعاني الأصل ومعناه "مقدّس". وجاء في ملحمة جلجاميش السومرية ذكر لحرمون، حيث قيل "أرض جبل الأرز حرمون، هي أرض الخالدين". وقد جاء إليها جلجاميش ليقيم لها اسما حيث ارتفعت الأسماء. وجاء في قول أحد المؤرخين :" ما يدهش في قصة جلجميش وأرض الأحياء هو أن البطل رأى رؤية عندما نام في سفح حرمون، وكانت الرؤيا تصوّر مصيرا كونيا، وليست خاصة به وحده. وقد درج تعريف حرمون على ألسنة الكثيرين من كتّاب التاريخ الديني بأنه جبل الرؤى".
وقد سمّاه الأموريون "شنير" وسماه الفينيقيون "سيريون" وسماه الأشوريون "سفيرو". كما عرّفه جغرافيو العرب بـ"جبل الثلج"، وقد تكون هذه التسمية ترجمة لاسمه في الآرامية "طور تلجا". ومن تسميات جبل حرمون "أرض شوبا" نسبة لإله الحوري "شوب"، إله الهواء الذي باسمه تسمت بلدة كفر شوبا في العرقوب عند سفوح حرمون. ولا يزال في كفر شوبا معبد ضخم يُعرف بمعبد "بعل جاد" وهو نفسه بعل حرمون.

تاريخيا كان الجبل العظيم أقدس الجبال، وأهم مركز العبادات عند الكنعانيين الأقدمين. فقد عبده الفينيقيون، وأطلقوا عليه اسم أحد آلهتهم، البعل حرمون. وقد أقاموا لبعلهم هيكلا إلى جانب الصخرة الكبيرة التي تكلل قمتها لا تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم. ومنها بقايا جدار "قصر شبيب"[5] العائد إلى أحد هذه الهياكل وطوله قرابة عشرة أمتار وداخل المعبد ثمة فتحة دائرية ذات مساحة تراوح بين 26 و 30 قدماً مربعاً، وعمقها ثلاث أقدام كانت تستخدم مكاناً لإيداع النذور من جانب الصاعدين إلى قمة الجبل. وقد وجدت قطعة من حجارة المعبد بطول 18 قدماً وعرضها 12 قدماً وسماكتها أربع أقدام حفر عليها كتابات يونانية بالمعنى الآتي: "بأمر من الإله الأعظم المقدس قدموا النذور في هذا المكان". وهناك مغارة تقع حالياً داخل موقع للقوات الدولية يعتقد أنها كانت معبداً للإله إيل.
وقد لاقت المعابد في حرمون اهتماما بالغا من الرومان، الذين أعادوا تجديدها وتوّجوا أعلى الجدران بتيجان مشابهة لمعبد باخوس ومعبد جوبتير في بعلبك، وبقيت هذه المعابد تتمتع باحترام كبير، وبحركة حج تكمل زيارة بعلبك ومعابدها حتى القرن الخامس للميلاد.
وجاء في تاريخ العرب أن الكعبة المشرّفة بُنيت من حجارة أحضِرت من خمسة جبال، كان حرمون المقدس أحدها.
وفي الثورة السورية الكبرى، وقعت معارك في مجدل شمس وفي حاصبيا، تشهد على أهمية هذا الجبل العسكرية.

قمة جبل حرمون:

هنا على قمة حرمون، جبل التجلي، حدثت واقعة التجلي فوق ثرى هذا الجبل المقدس قبل ألفي عام، وفق ما يعتقد أبناء الدين المسيحي. تغير السيد المسيح في هيئته، وظهر في صورة مجد لاهوته، وانعكس مجد الرب عليه «فأضاء وجهه أكثر بهاء من الشمس، وحتى ملابسه أشرقت من مجده

كان القدماء يصعدون قمة الجبل أواخر كل صيف، ويقدمون نذورهم وأضحيتهم، وظلت الطقوس الدينية تقوم فوق الجبل إلى العهد البيزنطي، حتى إبّان انتشار الديانة المسيحية. ومن أقدم ما بقي من آثار، المعابد الوثنية فوق بعل حرمون، معبد الإله شوب القابع فوق أعلى قمم الجبل على ارتفاع 2814متراً. ويوجد حول الجبل، تسعة معابد تتشابه فيما بينها إلى حد كبير، تتكامل مع المعبد الكبير القائم فوق قمة الجبل، أحدها معبد بعل جاد في الهبارية، ومعبد عين حرشا، وفي منطقة البقاع، والسفوح الشرقية للجبل من الجانب السوري، وفي هضبة الجولان المحتل.

الوصول إلى قمة جبل الشيخ – الحرمون المقدس، في رحلة الحج إلى حيث تجلى السيد المسيح لثلاثة من تلامذته هم بطرس، يوحنا ويعقوب. وهي رغبة تزخر بها نفوس المؤمنين